استشهد صباح اليوم الأسير ناصر أبو حميد (50) عامًا من مخيم الأمعري في مدينة رام الله، وكان أبو حميد قد اعتقل بتاريخ 21/4/2002، وحكم بالمؤبد 7 مرات و50 عام، لم يكن هذا اعتقاله الأول حيث بدأت رحلته مع الاعتقالات منذ عام 1987، أبو حميد أمضى نحو 33 عامًا في سجون الاحتلال حتى يوم استشهاده 20/12/2022، وهو شقيق لشهيد وأربعة أسرى في سجون الاحتلال وجميعهم محكومون بالمؤبد، وأمضوا سنوات طويلة في السجون، وهدم الاحتلال منزل العائلة 5 مرات ضمن سياسة العقاب الجماعي.
في شهر آب من عام 2021، تبين في تشخيص طبي إصابة أبو حميد بسرطان الرئة، جاء التشخيص بعد أعراض صحية خطيرة كانت قد بدأت تظهر عليه، وكعادتها تعمدت سلطات الاحتلال المماطلة والتأخير في الفحوصات الطبية، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والمتبعة من قبل إدارة السجون، وتنقله بين السجون والمستشفيات الإسرائيلية، أدى هذا كله تطور سريع في المرض لدى أبو حميد، وأخذت حالته الصحية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، استقر به الحال في عيادة سجن الرملة لمتابعة وضعه الصحي، تعتبر عيادة سجن الرملة للحالات المرضية الحرجة حيث ينقل إليها الأسرى بعد تشخيصهم بأمراض صحية صعبة، إلا إنها تفتقر لأدنى المقومات الطبية والصحية ولا ترقى لمستوى طبي مناسب لمتابعة الحالات الحرجة بين صفوف الاسرى في السجون، وهذا كله يندرج تحت سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل دولة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين.
كانت سلطات الاحتلال قد رفضت كل المساعي والطلبات الإنسانية والقانونية التي تقدمت بها المؤسسات طالبة الافراج عن أبو حميد، حيث رفضت طلب منظمة الصليب الأحمر الدولي بالإفراج عن أبو حميد بعد تدهور حالته الصحية، وعدة طلبات من قبل محاميه أيضًا، وكان أبو حميد قد رفض تقديم طلب عفو لدولة الاحتلال، حيث عبر عن رفضه الجذري لفكرة عفو الجلاد عن الضحية حينها، وهنا يجدر الإشارة إلى أن المؤسسات الحقوقية رصدت 600 حالة مرضية في صفوف الاسرى، منهم 24 اسير يعانون من اورام سرطانية مختلفة.
باستشهاد ناصر ابو حميد فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع الى (233) شهيداً، وذلك منذ عام 1967، منهم 74 استشهدوا نتيجة الاهمال الطبي، كان اخرهم الشهيد محمد تركمان الذي ارتقى خلال هذا العام أيضا في مستشفيات الاحتلال نتيجة الإصابة التي تعرض لها قبل اعتقاله، من الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين شهيدًا استشهدوا في سجونها، كان آخرهم الشهيد أبو حميد، أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم اُستشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال العام المنصرم 2020، والأسير سامي العمور الذي اُستشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي اُستشهد العام الجاري 2022.
تستنكر مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان صمت المجتمع الدولي إزاء سياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال والتي باتت سياسة ممنهجة تمارس بشكل واسع النطاق مما يستدعي تحمل الجهات الدولية لمسؤولياتها، خاصة الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بمساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها على هذه الجرائم، وتدعوا لتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة تحديدا في المواد (76) و(85) و(91) و(92) بحق الأسرى بتلقي الرعاية الطبية الدورية، وتقديم العلاج اللازم لهم من الأمراض التي يعانون منها، وتنص على وجوب توفير عيادات صحية وأطباء متخصصون لمعاينة الأسرى، حيث تتنصل سلطات الاحتلال من التزاماتها بموجب المواثيق الدولية مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للأسيرات والأسرى.