في استهدافٍ مستمّر للأطفال الفلسطينيين: الاحتلال يعيد اعتقال الطفلين الغليظ ونخلة ويصدر أمراً بالاعتقال الإداريّ بحقّ الطفل نخلة

ثبّتت محكمة عوفر العسكريّة، يوم أمس، أمر الاعتقال الإداريّ بحّق الطفل المعتقل أمل نخلة -١٧ عاماً-، الذي يقبع في سجن مجدّو منذ اعتقاله من منزله  في تاريخ ٢١/١/٢٠٢١، حيث يعاني نخلة من مرضٍ نادر يدعى الوهن العضليّ الشديد، إضافةً الى ضيقٍ في التنفس.

وذكر محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان محمود حسّان أن هذا الاعتقال ليس الأولّ لنخلة حيث تم الإفراج عنه بكفالة، إضافةً الى محاولة النيابة العسكريّة الاسرائيليّة الالتفاف على قرار الإفراج عن نخلة بطلب ٧٢ ساعةً لتمديد توقيفه لدراسة إصدار أمر اعتقال إداريّ بحقّه، وحتى إعادة اعتقاله رغم ظروفه الصحيّة في إطار ملاحقته واعتقاله إدارياً دون تهمةٍ. 

وفي إطار الاعتقال الحالي لنخلة، مدّدت محكمة عوفر العسكريّة توقيفه حتى تاريخ ٢٧/١/٢٠٢١، حيث صدر أمرٌ بالاعتقال الإداريّ بحقّ نخلة لمدّة ٦ أشهر، وثبّته القاضي العسكريّ شمعون أشول على كامل المدّة يوم أمس، بادعاء وجود مواد سريّة جديدة بعد إطلاق  سراح أمل السابق تشير الى مدى خطورته على أمن المنطقة وتبرّر اعتقاله. 

ويدّعي أشوال أنه أخذ بعين الاعتبار الوضع الصحيّ لأمل، وطلب من إدارة مصلحة السجون الوقوف على الاحتياجات الطبيّة لأمل ولكّن القاضي لم يتطرق أبداً لمدى الخطورة على حياته في حال إصابته بالفايروس داخل السجون.

وذكر حسّان أن وضع نخلة يحتاج لمتابعة صحيّة حثيثة، تتضمن تناول أدويته في الموعد المناسب، وبجرعاتٍ متغيرة وتتناسب مع وضعه الصحيّ وإلّا سيواجه خطراً شديداً على حياته، كما أن الضغط النفسيّ والجسديّ الذي تسبّبه ظروف الاعتقال والسجن في أماكن لا تصلح للعيش الآدميّ قد يسببُّ ضعفاً متزايداً في مناعة نخلة. 

كما يواجه نخلة خطراً شديداً إزاء تفشّي فايروس كورونا داخل السجون وبين صفوف الأسرى، ووسط إهمال طبّي مستمّر من قبل إدارة مصلحة السجون، وخاصّة فيما يتعلق بتنظيف وتعقيم الأقسام، وعدم مخالطة السجانّين، كلّ ذلك يفرض على نخلة وضعاً صحيّاً غير مستقّر على صعيد حالته الصحيّة، النفسيّة والجسديّة. 

وأعيد اعتقال نخلة بعد ٤٠ يوماً من الإفراج عنه، حيث قضت محكمة الاستئناف العسكريّة في محكمة عوفر بالإفراج عن نخلة، في تاريخ ١٠/١٢/٢٠٢٠ نظراً لوضعه الصحيّ وصغر سنّه. 

وكان نخلة قد بقّي في الاعتقال والتوقيف ما يقارب ال٤٠ يوماً، حيث اعتُقل في تاريخ ٢/١١/٢٠٢٠عن حاجزٍ طيّار -مفاجئ- أقُيم على الطريق الواصل بين بلدتيّ عطارة وبيرزيت شمال مدينة رام الله، حيث قيّده الجنود واعتدوا عليه بالضرب المبرح أثناء عمليّة الاعتقال.

يُذكر أن نخلة يعاني من الوهن العضليّ الشديد، الذي يسببّ حدوث نوبات من ضُعفٍ في العضلات، خاصّة عضلات التنّفس والبلع، إذ يصبح من الصعب التواصل بين الأعصاب والعضلات. 

لمزيد من التفاصيل عن الاعتقال السابق لأمل نخلة، اضغط هنا.

وتستهدف قوات الاحتلال الأطفال منتهكةً كافّة المعايير والمواثيق الدوليّة التي تكفل لهم حقّهم في العيش بحرّية وكرامة وممارسة طفولتهم دون حرمانهم منها من خلال التعذيب والزّج بهم في سجونٍ لا تصلح للعيش الآدميّ. 

وفي سياقٍ متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر يوم الخميس الماضي، الطفل محمود الغليظ، من منزله الكائن في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، واقتادته الى سجن عوفر. وجاء هذا الاعتقال بعد الإفراج عن الغليظ وقضائه ٤٥ يوماً في سجون الاحتلال، معظمها في العزل الانفرادي في قسم ٨ بسجن ريمون، بعد أن تبيّنت إصابته بفايروس كورونا بعد ١٥ يوماً على اعتقاله وتوقيفه في مركز التحقيق في سجن عسقلان بتاريخ ٢٣/٧/٢٠٢٠. 

واقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة سائلة عن ابنها محمود، الذي كان نائماً، قبل أن تطلب منه ارتداء ملابسه والمغادرة معهم، وتطلب من العائلة التوقيع على ورقة اعتقاله بوجود ولّي أمره كونه قاصر -باللغة العبريّة- حيث رفضت العائلة التوقيع عليها، وخرج محمود من المنزل مُكبلّ اليدين ومرتدياً للباس الأبيض الواقي من الفايروس. كما مددت محكمة عوفر العسكريّة توقيف الغليظ حتى ٣/٢/٢٠٢١.

وتم الإفراج عن الغليظ في تاريخ ٣/٩/٢٠٢٠ بكفالة ماليّة ١٠٠٠ شيكل وكفالة طرف ثالث ٥٠٠٠ شيكل، على أن يستكمل حضور المحاكم. وأصدرت محكمة عوفر العسكريّة في تاريخ ٣٠/١٢/٢٠٢٠ حكمها بالاكتفاء بمّدة اعتقاله و٣ شهور وقف تنفيذ لمّدة ٣ سنوات وغرامة ماليّة ٥٠٠ شيكل. 

خلال الاعتقال الأول، وجِّهت لائحة اتهامٍ للغليظ تضمّنت خمسة بنودٍ جميعها تتّهم الغليظ بحيازة ألعاب بلاستيكيّة على شكل أسلحة، والتقاطه للصور معها. 

عانى الغليظ -١٦ عاماً- خلال فترة عزله من الفايروس والتعذيبٍ النفسيّ، حيث عُزِل وحيداً في زنزانة تفتقر للمقومّات الأساسيّة للعيش، خلالها مُددت محكمته ثماني مراتٍ وأجريت له أربع فحوصات كورونا، في ذات الوقت، لم تزوّد إدارة مصلحة السجون الغليظ بالمستلزمات الشخصيّة من شامبو وصابون إلّا بعد مرور ١٤ يوماً في العزل، كما لم تزوّده إدارة مصلحة السجون إلّا ببجامة نوم كبيرة على حجمه وشتوّية طوال فترة وجوده في العزل ومركز التوقيف. 

للمزيد عن حالة الغليظ، اضغط هنا.