رام الله المحتلة – 24/12/2015 - حملت مؤسسة الضمير قوات الاحتلال ومصلحة سجونها كامل المسؤولية عن حياة الطفل محمد العزة (16 عاماً)، وحذرت من تفاقم وضعه الصحي نتيجة استمرار اعتقاله والإهمال الطبي بحقه.
وتمكنت محامية الضمير عودة زبيدات اليوم من زيارة الطفل محمد العزة في مستشفى "شعرى تسيدك"، وأطلعت على تقرير الأطباء الذي كشف أن الطفل وصل إلى المستشفى في وضع حرج للغاية وأنقذ الأطباء حياته باستخدام الصدمات لإنعاش قلبه.
وطمأنت المحامية زبيدات أن حالة الطفل الصحية اليوم باتت مستقرة وفاق من التخدير، إلا أنه لا زال غير قادر على الكلام ويتنفس عبر أنبوب اصطناعي من الفم.
وأضافت أن عناصر القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية تكبل الطفل بالسرير باستخدام أصفاد حديدية دون أى اعتبار لحالته الصحية. وأكدت المحامية زبيدات أن عناصر الوحدات الخاصة تفرض حراسة خاصة على غرفته ، تمنع ذويه من زيارته منذ اعتقاله .
وكانت محامية الضمير طالبت قاضي المحكمة العسكرية في تاريخ 25/11/2013 بضرورة الإفراج عن الطفل محمد العزة فوراً معتبرة أن بقائه في السجن يشكل خطراً حقيقياً على حياته، نتيجة إصابته بأزمة صدرية. وطالبت بضرورة موافاتها بتقرير طبي للوقوف على الوضع الصحي للطفل العزة.
وكان طبيب سجن عوفر العسكري "شخمان يسرائيل" كتب في تقريره الذي استلمت المحامية نسخة منه في جلسة المحاكمة التي انعقدت في تاريخ 8/12/2013 ، اعتبر فيه "أن احتجاز الطفل العزة في السجن لا يشكل أي خطر على حياته، مدعياً أن السجن مؤهل لتقديم الخدمات الطبية اللازمة له".
ولكن سرعان ما تبين زيف هذا الادعاء ، حيث تدهورت حالة الطفل العزة الصحية يوم الأربعاء الموافق 18/12/2013، ولم ينقل إلى المشفى على الفور. بل أكتفت إدارة السجن بنقله إلى عيادة السجن بعد يومين أي يوم الجمعة الموافق 20/12/2013، ومعاينته من قبل ممرض السجن الذي أوصى بنقله إلى مستشفى "شعري تسيدك" نتيجة تدهور حالته الصحية.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الطفل محمد العزة (16 عاماً) من منزله في بيت لحم في تاريخ 16/11/2013، بعدما اقتحمت منزله وصادرت هوية والده، الذي أبلغهم أن طفله يعاني من مرض "الأزمة الصدرية" و يتناول عدة أدوية بشكل يومي ولا يمكن له أن يتحمل الأماكن المغلقة.
غير أن قوات الاحتلال لم تكترث لذلك، وعمدت إلى نقل الطفل العزة إلى سجن عوفر مباشرة، حيث خضع لتحقيق استمر عدة أيام ولم يعرض أمام المحكمة إلا بعد مضى خمسة أيام على اعتقاله.
يذكر أن جلسة أخرى ستعقد يوم غد الاربعاء الموافق 25/12/2013، في محكمة عوفر العسكرية للنظر في قضية الطفل غيابياً نظراً لحالة الطفل الصحية تلقيه العلاج في المستشفى.
وتطالب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان منظمة "اليونيسيف" واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إدانة اعتقال الاطفال الفلسطينيين ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية تخالف في تشكيلها وأحكامها ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة في المادتين (64) و (66)، وفضح انتهاكات قوات الاحتلال لحقوقهم المكفولة في أكثر من 27 اتفاقية دولية .