قام محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (فارس زيّاد) يوم أمس الثلاثاء الموافق 6/8/2013 بزيارة إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، والتقى هناك بالأسيرين المضربين عن الطعام منذ (98 يوماً) محمد الريماوي، وعلاء حماد.
قال الأسير الريماوي للمحامي زيّاد أثناء لقائه به أنه أَبلغ بتاريخ 5/8 بقرار تحويله إلى قسم "د" للأمراض الباطنية، وحين سأل جنود وحدات النحشون المكلفة بنقل الأسرى عن سبب تحوليه لم يتلقَ أية إجابة بل قاموا بتكبيل يديه وراء ظهره، وكبلوا قدميه، ودفعوه إلى الأرض بطريقة عنيفة، ثم انهال عليه خمسة من جنود "النحشون" بالضرب واللكم على أنحاء جسمه مما أدى إلى إصابته بكدمات في الظهر واليد اليمنى وما زالت آثار الكدمات واضحة على جسمه. وبعد الاعتداء تم تحويله إلى قسم "د" في غرفة رقم "12" للأمراض الباطنية، وتم تكبيل قدمه اليسرى بالسرير.
كما وأضاف الأسير الريماوي أنه وخلال وجوده مع الأسير علاء حمدان في قسم "ج" غرفة رقم "12" للأمراض الباطنية في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، حضر ضابط أمن المنطقة ويدعى "أمنون" ووضع كاميرا في غرفتهما، واحتجاجاً على ذلك أعلن الأسيران إضرابا شامل وتوقفوا عن تناول الفيتامينات، والماء والأملاح، مما جعل إدارة المستشفى تجبر ضابط المنطقة على إزالة الكاميرا، وهذا ما أستفز الضابط ، فقام بتوجيه التهديدات إليهما، حيث قال أنهم لا يكترثون لدخولهم الإضراب الشامل "وأنهم يريدون جميع المضربين عن الطعام أمواتاً"، ولاحقاً أبلغ الأسيران مدير المستشفى بتهديدات ضابط المنطقة لهما .
هذا وكان ضابط أمن المنطقة "أمنون" قد حضر إلى غرفة الأسير الريماوي بتاريخ 6/8، وأبلغه السجانون أن الأسير محمد لا يتناول أي شيء، فقام بتهديده مرة أخرى بأنه سوف يجبره على تناول الطعام بالقوة إذا استمر في خوض إضرابه الشامل، وحين أبلغه عن اعتداء السجانين عليه بالضرب رد عليه بالقول: "لا أستطيع مساعدتك أو تقديم أي عون لك، ونحن نعاملكم بطريقة العنف والقوة لعدم وجود أي تفاعل دولي خصوصاً من الطرف الأردني مع قضيتكم، مما يساعدنا أن نأخذكم على إنفراد ودون رادع"، كما أنه هدده بأن يضعه في زنازين سجن "رامون" بوضعه الحالي ودون تقديم أي مساعدة له حتى يموت هناك.
وأكد المحامي زيّاد أن الأسير الريماوي يعاني من ضعف شديد جراء تراجع عمل الكبد والكلى، وهزال في الجسم، ودوخة، كما أنه لا يقوى على السير لوحده مما يفاقم من وضعه الصحي ويصعب عليه قضاء حاجاته.
ومن ناحيته أكد الريماوي للمحامي انه مستمر في الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبه بالعودة إلى الأردن وتمضية مدة الحكم هناك وفق ما نصت عليه اتفاقية وادي عربة التي وُقِعت بين الأردن ودولة الاحتلال عام 1994 .
في ذات الزيارة أفاد المحامي أن الأسير علاء حماد مصاب بجفاف في الجسم، وكان فقد وعيه صباح أمس، إلا أن السجانين لم يحركوا ساكناً، ولم يستدعوا الطبيب وبقي مغشى عليه لمدة خمس ساعات، إلى أن حضرت طبيبة إلى الغرفة وابلغها محمد عن وضع علاء، وحينها فقط قدم له العلاج وأفاق من الغيبوبة.
وكان محامي مؤسسة الضمير تمكن يوم أمس الاثنين الموافق 5/8/2013 من زيارة الأسير عبد الله البرغوثي في مستشفى العفولة.
وقد أفاد المحامي زيّاد بأن قوات إدارة السجون الإسرائيلية تعزل الأسير عبد الله البرغوثي الذي يخوض اضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 98 يوماً، في غرفة ضيقة و تحت حراسة مشددة من قبل عناصر الوحدات الخاصة .
و أفاد محامي الضمير أن الأسير عبد الله البرغوثي يعاني من تدهور مستمر في حالته الصحية، ويعاني من صداع مستمر ونقصان في الوزن؛ وانخفاض كبير في نسبة اليوريا بالدم، كما أن الكبد لا يعمل بشكل جيد مما يستدعي علاجاً سريعاً وتناول الأدوية .
وقد أبلغ الأسير البرغوثي محامي الضمير أنه لا يقوى على الحركة إلا باستخدام العكازه، ويبقى نائماً طوال الوقت مقيداً إلى السرير بيده اليمنى وقدمه اليسرى. وأن الطاقم الطبي يكتفي بعمل الفحوصات الروتينية له كقياس الضغط، والنبض والوزن فقط. مضيفاً، أن لجنة مكونة من محام وأربعة أطباء هي اللجنة الطبية الخاصة بمعايير أخلاق المهنة حضرت لمقابلته مرتين أخرها كان في تاريخ 5/7 /2013 ، وأبلغته أنه في حال دخوله في غيبوبة سوف يقومون بتغذيته قسراً . وهو ما رفضه الأسير البرغوثي جملة وتفصيلاً .
وعلى الرغم من صعوبة وضعه الصحي ، يكتفي الأسير عبد الله البرغوثي بتناول الماء والملح مؤكداً لمحامي الضمير أن معنوياته عالية، وهو ماض في إضرابه عن الطعام حتى تحقيق مطلبه الأساسي والمتمثل بنقله من سجون الاحتلال لتمضية حكمه في السجون الأردنية، استناداً على ما نصت اتفاقية وادي عربة، وبما يسمح له بتلقي زيارات عائلية .
مؤسسة الضمير تبدي بالغ قلقلها على حياة الأسرى المضربين عن الطعام وتعتبر أن ما تقوم به قوات مصلحة السجون الإسرائيلية بحقهم من إجراءات و اعتداءات يعد تهديداً فعلياً لحياتهم واستهتاراً بأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان .
وترى الضمير أن قبول الطرف الفلسطيني استئناف المفاوضات، والصمت الرسمي الأردني أمام إضراب الأسرى الأردنيين وخطر الموت الذي يتهددهم، والصمت الدولي خاصة من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أسهم في إمعان قوات مصلحة السجون الإسرائيلية في التنكر لمطالبهم وتعريض حياتهم للخطر.
وتطالب الضمير الجهات الرسمية الفلسطينية والأردنية، كذلك الجهات الرسمية الدولية بضرورة التدخل الفوري والعاجل للإفراج عن الأسرى الأردنيين من سجون الاحتلال وفي مقدمتهم الأسرى المضربين عن الطعام إنقاذاً لحياتهم وقبل فوات الأوان.