أفادت محامية مؤسسة الضمير بعد زيارتها لعدد من الأسرى في سجن عوفر اليوم الأربعاء 23/1/2019 أن السجن ما زال يشهد توتراً نتيجة للاعتداءات التي شنتها وحدة القمع "متسادا" في عدد من الأقسام (11+12+15+16+17)، وجاءت هذه الزيارة بعد منع إدارة المعتقل المحامين من لقاء الأسرى في اليومين الماضيين، وفي التفاصيل المحدثة أفاد الأسرى بأن الاعتداء بدء يوم الأحد 20/1/2019 عندما اقتحمت القوات الخاصة ومعها كلاب بوليسية 6 غرف في قسم (17) وأخرجت الأسرى من الغرف بعد تفتيشهم تفتيشاً مذلاً، وعلى أثر ذلك قام الأسرى في باقي الأقسام باتخاذ خطوات احتجاجية وقاموا بإغلاق جميع الأقسام. في اليوم التالي واستكمالاً للهجمة التي تشنها سلطات الاحتلال على الأسرى، اقتحمت قوة القمع المدججة بالسلاح ومعها كلاب بوليسية قسم (15) في الصباح الباكر وقامت بتقييد الأسرى وتفتيشهم تفتيشاً عارياً مما أدى إلى استنفار الأسرى واتخاذهم قراراً جماعياً بالتصعيد للتصدي للاعتداءات التي يتعرضون لها وقاموا بالطرق على الأبواب، وحينها اقتحمت قوة القمع كافة الأقسام واعتدت على معظم الأقسام باستخدام قنابل الغاز والصوت مما أدى لإصابة ما يقارب 100 أسير. أفاد الأسرى الذين تمت زيارتهم بأن الاعتداء الأشد وقع في قسم (11) و (15) حيث تم تدمير كافة الغرف من مقتنيات الأسرى الشخصية والملابس ووقعت أغلب الإصابات في هذين القسمين وجرى الاعتداء على الأسرى بالضرب بالعصي والأيدي والأرجل وقامت وحدة القمع باستخدام غاز الفلفل وقنابل الغاز والصوت والعيارات المطاطية ونتج عن الاعتداء إصابات بالكسور ورضوض في الوجه وفي مختلف أنحاء الجسم، وأكد الأسرى أن عيادة السجن تماطل في تقديم العلاج اللازم للمصابين و بتوثيق الحالات طبياً، واكتفت بربط مكان الكسر دون جبصين أو تصوير إشعاعي. عادت قوة القمع واقتحمت ثلاثة غرف في قسم (15) يوم أمس الثلاثاء واعتدت على الأسرى مجدداً مما أدى لوقوع إصابات مختلفة، كسور ورضوض.
نتيجة للأحداث التي شهدها سجن عوفر قامت إدارة المعتقل بمعاقبة الأسرى في قسمي (11) و(15)، وسحبت الأدوات الإلكترونية بما فيها التدفئة، وتم إغلاق القسمين بشكل كامل، كما وقامت بإغلاق باقي الأقسام لفترة وقرروا إعادة فتحها لاحقاً إلا أن الأسرى رفضوا ذلك واتخذوا قراراً جماعياً بإبقاء الأقسام مغلقة إلى حين رفع العقوبات المفروضة على قسمي (11) و(15). واحتجاجاً على الاعتداء الذي تعرض له أسرى عوفر، قاموا بإرجاع كافة وجبات الطعام المقدمة من إدارة السجن أمس وأول أمس، وبحسب ما أفاد الأسير الذي تمت زيارته سوف يتم إرجاع وجبتي الغذاء والعشاء ليوم الأربعاء 23/1/2019. وبحسب مصادر مؤسسة الضمير، فإنه حتى كتابة هذا الخبر جميع الأقسام في سجن عوفر مغلقة.
تدعو مؤسسة الضمير اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل لمتابعة حالات الأسرى المصابين وضمان تقديم العلاج المناسب واللازم لهم في ظل استمرار سلطات الاحتلال بممارسة سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى.
تؤكد المؤسسة أن هذه الأحداث تأتي في إطار سياسة واضحة وممنهجة تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال بهدف التضييق على الأسرى والمعتقلين وفرض عقوبات عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية مما يشكل خرقاً واضحاً لكافة القوانين والمعايير الدولية ويفضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال والتي ترتقي لمستوى جرائم الحرب.