قام محامي مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الإنسان (فارس زيّاد) يوم أمس الأربعاء الموافق 21/8/2013، بزيارة إلى مشفى "مراش "في سجن الرملة، والتقى هناك بالأسير عبد الله البرغوثي، الذي حدثه عن تفاصيل الاتفاق الذي تم بين الأسرى الأردنيين الذين خاضوا الإضراب المفتوح عن الطعام ومصلحة السجون الإسرائيلية، والذي على إثره أعلنوا إيقاف الإضراب بعد 102 يوماً.
حيث قال الأسير البرغوثي (41 عاماً) من قرية بيت ريما/ رام الله، للمحامي زيّاد أنه وفي تاريخ 11/8/2013، أوقف الأسرى الأردنيين إضرابهم بقرار أربعة منهم (باستثناء علاء حماد) وذلك بعد أن وصلوا إلى مرحلة صحية حرجة، وبعد استشارة العديد من الشخصيات السياسية - محللين سياسيين، وصحفيين، من الداخل ومن الخارج ومن جنسيات مختلفة - والذين ابلغوهم بأن الوضع السياسي في الوطن العربي " المنطقة " وبالأخص في سوريا ومصر، جعل من قضية إضرابهم قضية ثانوية في الوضع الراهن ولم تحظى بالاهتمام المطلوب، وعلى ذلك تم التوصل إلى اتفاق ينص على 1. السماح بزيارات الأهل من الأردن لمدة 4 ساعات دون زجاج عازل أو أي فاصل آخر، 2. السماح بإدخال أغراض شخصية (ملابس وصور) 3. السماح لخمسة من أفراد العائلة في الزيارة الواحدة 4. وبعد إتمام الزيارة الأولى، السماح بالزيارة مرة في الشهر ولمدة ساعة ونصف.
كما وأكد الأسير البرغوثي للمحامي أن الأسير علاء حماد قرر الاستمرار في الإضراب عن الطعام حتى يحقق مطلبه بأن يكمل حكمه في السجون الأردنية.
وبهذا سوف تعقد اليوم الخميس جلسة في العاصمة الاردنية عمان بين أهالي الأسرى ووزير الخارجية الأردني وسفير الأردن لدى دولة الاحتلال لإتمام الأمور الرسمية واللوجستية وتحديد موعد الزيارة، وأسماء أفراد العائلة الذين سوف يقومون بالزيارة وتسليم جوازاتهم للحصول على التأشيرة، وبعد إنهاء الأمور الرسمية سوف يتم التواصل مع الصليب الأحمر لترتيب الزيارة .
وقد أفاد الاسير حول وضعه الصحي أثناء الإضراب وبعده، حيث كان أصيب بأضرار جدية في الكبد بنسبة 10% من عمل الكبد، حيث أبلغه الأطباء أن استمراره في الإضراب سيؤدي إلى زيادة نسبة الضرر بشكل حاد وربما يخسر يوميا ما يقارب 3-4 % من عمل الكبد، هذا بالإضافة إلى إصابته بالتهاب حاد في المرارة. وبعد إيقافه الإضراب تم نقله إلى سجن مستشفى "الرملة، وخضع هناك لـ 4 فحوصات، شملت فحص دم بشكل مكثف لتقييم وضع الكبد، وفحوصات أخرى مثل الضغط، والوزن، ونبض القلب، وقد تبين في الفحوصات الأخيرة أن وضع الكبد والوضع الصحي العام مستقر ولا يؤشر على أي تدهور أو هبوط.
زيارة سجن مجدو:
· المعتقل عبد المجيد خضيرات
وفي نفس السياق كان محامي الضمير (سامر سمعان) زار يوم أمس الأربعاء أيضا المعتقلين عبد المجيد خضيرات وياسين ابو لفح في سجن مجدو. حيث أفاد المحامي سمعان أن الأسير المحرر في صفقة التبادل عبد المجيد خضيرات (44 عاماً) من طوباس، يخوض الإضراب المفتوح عن الطعام منذ (53 يوماً) أي منذ الأول من شهر تموز، احتجاجا على إعادة اعتقاله بعد الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل الأخيرة (وفاء الأحرار) وأمضى تسع أعوام من مدة حكمة البالغة 14 عام ونصف.
فور إعلانه الإضراب عن الطعام قامت قوات مصلحة السجون الإسرائيلية بعزل في زنازين سجن مجدو ومن هناك نقل لقسم العزل الانفرادي في سجن الجلمة حيث مكث اسبوعاً كاملاً وتعرض للضغط من قبل السجانين واستخبارات قوات مصلحة السجون لفك إضرابه وتعرض للعقاب بسبب إضرابه بحرمانه من الزيارات العائلية والتبضع من الكانتين لمدة ستة أشهر.
بعد ذلك نقل إلى مستشفى مراس في سجن الرملة في غرفة معزولة عن بقية المضربين عن الطعام. وبقي هناك من 24/7 ولغاية 8/8، حيث نقل إلى قسم عزل إنفرادي حتى 8/15 وبعدها قامت قوات مصلحة السجون في خطوة عقابية بنقله إلى سجن مجدو تهدف إلى زيادة الضغط عليه ودفعه للتخلي عن إضرابه عن الطعام ومساومته على مطلبه كما فرضت عليه إدارة السجن حزمة أخرى من العقوبات في تاريخ 19/8، تمثلت بعزله في زنازين الانفرادي لمدة 6 أيام بدون فسحة، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 350 ش.ج.
يذكر أن المخابرات الإسرائيلية عرضت على المعتقل قضاء بقية حكمه في قطاع غزة، هو ما يرفضه المعتقل رفضاً قاطعاً وباعتباره انتهاكاً
لنص المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة "حظرت النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه".
كما رفض المعتقل عرض النيابة العسكرية بتوقيع صفقة تقضي بالاكتفاء بسجنه خمس سنوات بدل قضاء باقي حكمه السابق قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار .
أما بخصوص وضعه الصحي فأبلغ المعتقل محامي الضمير أنه أخذ حبة فيتامين في اليوم الـ 24 من إضرابه غير أنه ومنذ نقله إلى سجن مجدو في تاريخ 15 /8، لا يتناول سوى الماء. وأضاف: أنه يعانى من مشاكل بالكلى؛ والحصى؛ ومشاكل بالظهر؛ وقرحة بالمعدة. ووضعه الصحي يزداد صعوبة بسب ظروف احتجازه القاسية.
· المعتقل ياسين أبو لفح يفك إضرابه عن الطعام .
ياسين محمد فرج اسماعيل ابو لفح (24 عاماً ) وهو مصمم جرافيكي من سكان مخيم عسكر – نابلس، اعتقل بتاريخ 2/6/2013 على حاجز الحمرا بين مدينة نابلس وأريحا وصدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة أربعة شهور بموجب ملف سري دون محاكمة.
يجدر التذكير أن المعتقل أبو لفح مصمم جرافيكي معروف بإعماله الفنية التي تنتصر لقضية الأسرى وحريتهم. فلقد تعرض المعتقل لتحقيق قصير في مركز سالم العسكري من قبل ضابط المنطقة العسكري، انحصر حول موضوع البوسترات التي يصممها. وقد ادعى ضابط المنطقة أن ياسين يعمل بأمور مستفزة وهي التي أحضرته إلى هنا {المحكمة}. ياسين أخبر القاضي بأنه لم يتم التحقيق معه سوى 5 دقائق ولم تتجاوز 5 اسطر ولكن النيابة عارضت وأكدت بان التحقيق تم بشكل جدي وهو لم يعترف.
أعلن ياسين أبو لفح الإضراب عن الطعام يوم 11/8/2013 وكان إضراب تضامني مع الأسرى الأردنيين، هو وعيسى ابو عرقوب وفي اليوم التالي تم اقتياده إلى زنازين العزل في القسم (12) في سجن مجدو، وتعرض لضغوطات كبيرة من قبل إدارة السجن لفك إضرابه حيث عزلا في زنازين إنفرادية لمدة 23 ساعة في زنزانة مساحتها 2×3 مكشوفة للشمس. غير أنهما أوقفا إضرابهما عن الطعام في تاريخ 15/8، بعد اتفاق فصائلي على اتخاذ خطوات تضامنية وهو ما أفضى إلى إعادتهما إلى قسم (5).
وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها قوات الاحتلال ياسين أبو لفح فلقد اعتقل وهو أبن السادسة عشر من العمر وتعرض لتحقيق قاس استمر لمدة 60 يوماً. واعتقل عقب العدوان الحربي على قطاع غزة في العام 2008-2009 وأمضى 23 شهراً قيد الاعتقال الإداري دون تهمة ودون محاكمة.
وقد قال المعتقل ابو لفح للمحامي انه يعاني من مشاكل طبية كالأزمة ومشاكل في الجيوب الأنفية.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، تعرب عن بالغ قلقها حيال حياة الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام. وتعتبر أن الحل العادل لقضية الأسرى المضربين يتمثل بتحقيق مطالبهم ومعاملة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كافة بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، وسائر اتفاقيات القانون الدولي لحقوق الإنسان.