رام الله – 22\2\2018 – حمّلت مؤسستا نادي الأسير الفلسطيني والضّمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد المعتقل ياسين عمر السراديح (33 عاماً)، من أريحا، بعد اعتقاله فجر اليوم الخميس، وذلك إثر تعرّضه للضّرب المبرح على أيدي جنود الاحتلال، علاوة على إصابته بتشنّجات وتعرّضه للاختناق بالغاز الذي أطلقه الجنود (بحسب بلاغ سلطات الاحتلال للجهات الرّسمية الفلسطينية)، مطالبة بضرورة التّحقيق العاجل في ظروف الاستشهاد.
وتعتبر الضمير ونادي الأسير أن عملية اعتقال وقتل جيش الاحتلال للشهيد السراديح هو استخدام مفرط للقوة، ويؤكدان على استمرار الاحتلال في سياسة إعدام الفلسطينيين خارج نطاق القانون، بغطاء كامل من الجهات السياسية والقضائية والأمنية في دولة الاحتلال. كما وأن استخدام القوة المفرطة أثناء اعتقال الشهيد السراديح من قبل جيش الاحتلال، بدون أن يشكّل الشهيد أي تهديد مباشر، يخالف قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، التي تمنع استخدام القوة المميتة ضد المدنيين حين لا يشكّلون تهديد وخطر حقيقي ومباشر، فالّلجوء لاستخدام القوة المميتة بهذا الشكل يعتبر إعداماً خارج نطاق القانون. كما وأن ما حدث للشهيد السراديح يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني التي تمنح صفة الأشخاص المحميين للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
وتدعو الضمير ونادي الأسير الأمين العام للأمم المتحدة السيد (أنطونيو غوتيريش) إلى المسارعة في تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على حقيقة استشهاد المعتقل ياسين السراديح، وعلى كافة أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعاملتهم، وما يتعرّضون له من تعذيب ممنهج على أيدي أجهزة الأمن وعناصر مصلحة السجون وقواتها الخاصة.
وتحذر المؤسستان من أن الصمت الدولي وتقاعس اللجان الدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، يبعث برسائل اطمئنان لدولة الاحتلال بأنها ستبقى دولة فوق القانون الدولي وتحظى بحصانة دولية من المحاسبة والمساءلة.
كما وتدعو المؤسسات الحقوقية كافة الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى ضرورة بلورة استراتيجية قانونية فلسطينية موحدة لحماية أرواح الأسرى والمعتقلين ومحاسبة دولة الاحتلال في كل المحافل القانونية الممكنة، وتفعيل حملة المقاطعة الدولية ضدها ومحاسبتها وسحب الاستثمارات منها.
وبيّنت المؤسستان أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 ارتفع إلى (213) باستشهاد السراديح، بينهم: (75) نتيجة القتل العمد، (7) معتقلين استشهدوا داخل السجون والمعتقلات نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، (59) نتيجة الإهمال الطبي و(72) نتيجة التعذيب.
فيما استشهد (110) معتقلين فلسطينيين داخل السجون منذ الثالث من تشرين أول/ أكتوبر من العام 1991، وهو تاريخ توقيع ومصادقة دولة الاحتلال على اتفاقية مناهضة التعذيب، ومن بينهم: (55) معتقلاً قتلوا عمداً بعد إلقاء قوات الاحتلال القبض عليهم، و(32) معتقلاً جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد، و(23) نتيجة تعرضهم للتعذيب أثناء التحقيق معهم، وكان آخرهم المعتقل محمد الجلاد، والذي استشهد بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرّصاص عليه واعتقاله.
وأكّدت المؤسستان أن جميع من تعتقلهم قوّات الاحتلال يتعرضون للتعذيب الجسدي أو النفسي أو المعاملة اللّاإنسانية، فيما يتعرّض (60 بالمئة) منهم لاعتداءات جسدية وحشية.