وثقت مؤسسة الضمير ما تعرضت له الأسيرات في سجن الدامون من عنف مفرط، ومعاملة غير إنسانية وعقوبات جماعية منذ مساء الثلاثاء 14\12\2021 على يد مصلحة سجن الدامون، والتي امتدت تبعاتها حتى اليوم، حيث منعت جميع الأسيرات من زيارة عائلاتهن ومن الكانتينا مدة شهر، فيما ضوعفت العقوبة على أسيرات غرفة 11، بحرمانهن زيارة العائلة ومن الكانينا لشهرين، بالإضافة إلى فرض غرامة بقيمة 400 شيكل، وترفض إدارة السجن التعامل مع الأسيرة "شروق دويات" كنائبة ممثلة للأسيرات حتى الآن.
واطلعت الضمير على ظروف العزل القاسية التي تعرضت لها كلٌ من الأسيرات مرح باكير وشروق دويات ومنى قعدان، وذلك على إثر اقتحام مصلحة السجون يوم الثلاثاء 14/12/2021 لغرفة 11 التي تواجدت بها الأسيرة دويات مصطحبين معهم الأسيرة بكير كممثلة عن الأسيرات، وعند رفض الأسيرات الخروج لتفتيش الغرفة نظراً لشدة برودة الطقس، قطعت مصلحة السجون التيار الكهربائي عنهن وأخرجتهن بالقوة بضربهن وسحلهن، وعزلت دويات عند محاولتها مقاومة القمع.
في اليوم التالي، عُزلت الأسيرتان مرح بكير ومنى قعدان، وذلك بعد احتجاج الأسيرات على عزل شروق بالضرب على الأبواب، فاقتحمت قوات مصلحة السجون القسم و وفتشته وسحبت ما فيه من أدوات كهربائية، وأبلغتهن بقرار خلط غرفهن دورياً كل 6 أشهر، وعند رفض ممثلة الأسيرات"مرح باكير" لذلك القرار، عزلها الاحتلال بصحبة شروق، ثم عزل منى دون مبرر، وقد أعلنت الأسيرات حينها الإضراب عن الطعام.
نقل الاحتلال الأسيرتين شروق ومنى إلى العزل في سجن جلبوع، فيما نقل مرح إلى عزل سجن الجلمة، في محاولة للضغط على الأسيرات لوقف إضرابهن، وشهدت الأسيرات ظروف عزل صعبة لا خصوصية فيها، حيث وضعت مرح في زنزانة فيها كاميرا مراقبة مع نصف باب، لذلك لم تتمكن من الاستحمام أو خلع ملابسها طوال أيام عزلها ال5، ورفضوا نقلها لزنزانة أخرى دون كاميرا.
ووضعت الأسيرتان شروق ومنى في زنزانة ضيقة جداً بمساحة 2*2 متر مربع، وبمرحاض عربي دون باب، وحمامات الاستحمام خارج الزنزانة، وكنّ يقيدن ويفتشن عند الخروج للاستحمام، ويُخرجن من الزنزانة بعد كل وجبة لتفتيشها، وقضت شروق فترة العزل بالنوم على الأرض لعدم وجود سلم يوصلها للبرش العلويّ.
وقد أعيدت الأسيرات إلى سجن الدامون يوم الإثنين 20/12/2021، حيث أعيدت منى إلى القسم في اليوم التالي، فيما بقيت الأسيرتان مرح وشروق في عزل الدامون حتى الأربعاء 22/12/2021، وأنهت 3 أسيرات في القسم إضرابهن عن الطعام عند عودة الأسيرات المعزولات (كن قد بدأنه احتجاجاً على عزل زميلاتهن)، فيما أنهت مرح إضرابها مع مساء الجمعة17/12/2021 ، وأنهتاه شروق ومنى مع مساء الأحد 19/12/2021 بناء على تفاهمات مع مصلحة السجون.
وتدين مؤسسة الضمير ما تتعرض له الأسيرات من عنف وانتهاك لحقوقهن وخصوصيتهن، واحتجازهن في ظروف قاسية لا ترقى للمستوى الإنسان، بالإضافة لفرض عقوبات تعسفية عليهن حتى الآن، إذ تحول دون حصولهن على أدنى حقوقهن، وتدعو الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية إلى وقف ما تتعرض له الأسيرات من عقوبات تتناقض ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.