أرطال لحم قاربت على المئة نسجنا بها شعارنا تجرأ على النضال تجرأ على الموت، وسجلنا حكاية عز جديدة في كتاب العزة للحركة الأسيرة لم تنته صفحاته، بعد سهر عائلات، ودمع أمهات رطب وسائد استبدلت النوم بقلق، تحول إلى وجع، وبعضه إلى مرض.
19 يومًا رافقنا المعركة شعب يرفض الخضوع، في مقدمته عشرات الجنود المجهولين في خيام الاعتصام ومسيرات الوطن، حتّى وصلنا إلى خط نهاية الإضراب المفتوح عن الطعام منتصرين لهدفنا، تستقبلنا جماهيرنا وعائلاتنا بفرح طوى ليالي تعب وسهر، وقلق وعناء، وحدها أم ناصر ابو حميد بقيت تنتظر ابنها على شاطئ، تستعجل أمواجه مع كل المجتمع الانسانيّ لإيصاله إلى شاطئ العلاج، بقي وحيدًا في غياهب السّجون تعض عليه أنياب الموت، ويعجز عالم يدعي الحضارة من إنقاذه.
إلى أم لا زالت تنتظر.... إنّها دعوة لاستمرار التضامن وتعزيز الحضور إلى خيام الاعتصام حتى الإفراج عن رفيقنا المناضل ناصر ابو حميد.
شعبنا الفلسطيني العظيم أيها الصامدون المدافعون عن أرض خضبتها الدماء الزكية لشهداء شعبنا الذين عبدوا لنا طريق الحرّيّة التّحية كل التّحية لأبطال شعبنا في مخيمات وقرى ومدن الوطن في الضفة والقطاع المحاصر، والداخل المحتل، وأحرار العالم، الذين عبّروا عن انتمائهم العميق عبر مشاركتهم معركتنا ضد الاعتقال الإداريّ، تحية لكل القوى الوطنية والإسلامية، ومؤسسات الأسرى، وكافة الفاعلين لنصرة قضايا شعبنا، ومن ضمنها قضية الأسرى.
أيها الأحرار
19 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام
50 جنديًا حملوا على أكتافهم استكمال النضال ضد الاعتقال الإداريّ دون التطرق إلى ملفاتهم الخاصّة فهو ما تحقق منها الإفراج عن المرضى وكبار السن خلال الشهرين القادمين
بدأناها صرخة مدوية فحولها المخلصون من من أبناء شعبنا إلى تظاهرة عارمة، وصلت أصداؤها إلى بقاع الأرض، وها هي مظاهرتنا تصل إلى المدى المرجو منها في حلقتها الأولى، مؤكدين أنّ قرارنا هو مواجهة ومقاومة متواصلة ضد الاعتقال الإداريّ التعسفيّ هدفنا الرئيسيّ فضح وتعرية محاولات المستعمرين شرعنتها وتبيضيها، فيما هدفهم الرئيسيّ هو إخضاع شعبنا والسيطرة عليه، وشطب روايته التاريخية، وهويته الوطنية، إنّ معركتنا ضد الاعتقال الاداريّ مواجهة متواصلة، تشمل كافة أبناء شعبنا في الداخل والشتات، وصولًا إلى تحويل قضية الاعتقال الاداريّ الى واحدة من الأولويات الفلسطينية في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيونيّ.
فيما الحلقة الثانية من نضالنا هو التزامنا بمقاطعة المحاكم الصهيونية بكافة مستوياتها وهي الحجر الأساسيّ في مواجهة الاعتقال الإداريّ العنصريّ وسنبذل جهودنا في تحويل مقاطعتنا للمحاكم موقف لكل الأسرى الإداريين وموقف فلسطينيّ موحد تشمل القوى الوطنية والإسلامية، والمؤسسات الحقوقية، ونقابة المحامين، والمحامين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، لنمنع الاحتلال من تبييض سياسة الاعتقال الإداريّ، وفي ذات الوقت فحص إمكانية التّوجه الى المحاكم الدّولية، ونحن نؤكّد استمرار مواجهتنا لاعتقالنا المتكرر المستندة إلى المقاطعة المبدئية والنهائية للمحاكم، ونعلن أنّ هناك خطوات متعددة لبرنامج نضاليّ متواصل سنُعلن عنه لاحقًا.
إنّ وصول إضرابنا إلى المحطة النّهائية لم يكن ليتوج إلا بتدخل مسؤول من الأخوة، ورفاق القيد في سجون الاحتلال، حيث كان بمساهمة الفصائل كافة، ورعايتهم للمعركة لها الأثر الكبير في تقليص مدة الإضراب، واثقين أن وحدتنا النضالية هي سرّ قوتنا، وطريق انتصارنا، ونعتبر أن إضرابنا عن الطعام هو محطة لحشد الطاقات لإستكمال نضالنا ضد الاعتقال الإداريّ أخيرًا نقول لضباط (الشاباك) الذين يكررون اعتقالنا كل بضعة أشهر، وأحيانا كل بضعة أسابيع.
ما قاله الشاعر
يستطيع أعداؤنا أن يقطعوا جميع الورود لكنهم أبدا لن يكونوا سادة الربيع
بابلوا نيرودا
إلى شعبنا العظيم بصموده ومقاومته، وتضحيات شهدائه، سيكونوا سيد الربيع، رغم فاشية المستعمرين المجد للشهداء والنصر لشعبنا
المعتقلون المضربون عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداريّ
13 تشرين الأول – أكتوبر 2022