الضمير - رام الله: أكدت محامية الضمير اليوم الأحد 30 حزيران 2019، بعد زيارة للأسيرات في سجن الدامون، أن الأسيرات الـ 41 علّقن قرارهن بدخول الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي كان متوقعًا أن يبدأن به في 1 تموز القادم، بعد التوصل إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال. وحسب محامية الضمير، فقد تم التوصل إلى الاتفاق يوم الثلاثاء الماضي 25 حزيران، والذي تضمن مباشرة إدارة السجون بتنفيذ عددًا من مطالب الأسيرات المتعلقة بظروف اعتقالهن، مع الالتزام بتنفيذ القسم الآخر خلال الأسابيع القادمة. وقد أكدن الأسيرات وأهاليهن أن إدارة السجون بدأت فعلًا بتنفيذ جزءًا من هذه المطالب.
فبحسب الاتفاق، تلتزم إدارة سجون الاحتلال بتحسين ظروف زيارات أهالي الأسيرات، الذين كان يتم استقبالهم في غرفة انتظار مفتوحة ذات ظروف لا إنسانية ومهينة، حيث ينتظرون لساعات طويلة. وأكد عدد من أهالي الأسيرات لمحامية الضمير أن إدارة السجون باشرت فعلًا بتركيب أجهزة تكييف، وعدد من المقاعد الإضافية، وتصليح الحمامات وتوفير مياه شرب باردة.
وفيما يخص ظروف اعتقال الأسيرات، فقد بدأت إدارة السجن، بناء على الاتفاق، بتركيب 31 خزانة داخل قسم الأسيرات، إضافة إلى إحضار 20 كرسي إضافي وعدد من الطاولات الصغيرة إلى القسم. كما بدأ العمل على إصلاح ساحة الفورة لمنع الانزلاق، حيث كانت هذه إحدى أهم المعيقات لخروج الأسيرات إلى ساحة الفورة. وبدأت إدارة السجن أيضًا بوضع طاولة طعام كبيرة في كل غرفة، كما أعادت 300 كتاب من أصل 400 كتاب كانت قد صادرتها أثناء نقل الأسيرات من سجن هشارون إلى سجن الدامون في تشرين الأول من العام الماضي. كذلك تضمن الاتفاق أن تبدأ الإدارة اليوم الأحد، 30 حزيران، بتركيب أبواب بلاستيكية للحمامات، ومروحتين لضخ الهواء للخارج، إضافة لتغيير المصارف فيها. في الوقت نفسه، قامت إدارة السجن بتركيب هواتف عمومية في قسم الأسيرات وقسم الأشبال في الدامون، وهو أحد أهم مطالب الأسرى خلال إضرابهم الأخير عن الطعام، في شهر نيسان الماضي، حيث نص الاتفاق مع الأسرى في حينه على بدء تركيب الهواتف العمومية من سجن الدامون.
ومن ضمن بنود الاتفاق أيضًا عدم المرور بما يسمى "المعبار"، حيث يتم احتجاز الأسيرة بعد الاعتقال أو التحقيق بين سجناء جنائيين، في ظروف قاسية تشمل العزل، لعدة أسابيع، قبل النقل إلى الدامون، الأمر الذي يضاعف من معاناتها. وبدأ تنفيذ هذا المطلب بالفعل حسبما أكدن الأسيرات لمحامية الضمير. فقد جرى نقل آخر أسيرتين، بعد اعتقالهن مباشرة إلى سجن الدامون.
هذا وتضمن الاتفاق مطالب أخرى يفترض أن يجري تنفيذها خلال الأسابيع القادمة، أهمها إنشاء غرفة مكتبة في السجن، وزيادة مدة الفورة ساعة إضافية. وقد أمهلن الأسيرات إدارة السجن حتى العاشر من شهر تموز القادم لتنفيذ هذه المطالب المتبقية، قبل اتخاذ خطوات احتجاجية في حال عدم التزام الإدارة.
مؤسسة الضمير، وإذ ترحب بالاتفاق المنجز بين الأسيرات وإدارة سجون الاحتلال، وتعتبره إنجازًا للحركة الأسيرة ككل، تجدد تأكيدها على استمرار دعمها للأسيرات والأسرى في نضالهم من أجل احترام حقوقهم خلال الاعتقال، والمكفولة بموجب القانون الدولي. كما تؤكد مؤسسة الضمير أنها ستواصل توثيق الانتهاكات المستمرة بحق الأسيرات والأسرى والضغط من أجل إنهائها. وتطالب الضمير المجتمع الدولي والدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالضغط على دولة الاحتلال من أجل ضمان احترام حقوق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، بوصفهم أشخاصًا محميين بموجب القانون الدولي الإنساني.