الاسم : عائشة هلال محيسن
تاريخ الميلاد: 5/12/1990
الاقامة : رام الله – قرية قبيا
الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لخمسة أطفال وحامل بالشهر
السابع
تاريخ الاعتقال: 4/4/2024
الملف القانوني : موقوفة للمحاكمة بتهمة التحريض
السجن: الدامون
الاعتقال:
لم يكن فجر الرابع من نيسان عادياً في حياة الأسيرة عائشة غيظان، فقد استيقظت على اتصال من شقيقها يقول لها إن الجيش في المنزل ويسأل عنها، وما إن مرت 5 دقائق حتى كان جيش الاحتلال أمام منزلها ويطرق على الباب بقوة في قرية قبيا قضاء مدينة را م الله، وما إن فتح زوجها باب المنزل اقتحم الجنود المنزل وبدءوا بالسؤال عن عائشة، وبعدها سمحوا لها في تبديل ملابسها ليتم اعتقالها وسط صراخ أطفالها الذين كانوا مستيقظين في ذلك الوقت، وما إن خرجت من المنزل حتى قاموا في تقييد يديها للأمام في كلبشات بلاستيك، ومن ثم تقييد رجليها عند وصولها الجيب العسكري، واعتقلت دون السماح لها بوداع أطفالها الخمسة.
وعندما صعدت عائشة إلى الجيب علمت أن شقيقتها هي الأخرى جرى اعتقالها، ونقلوا معاً لمعسكر قريب من القرية حتى ساعات الصباح وهما مقيدتان اليدان، حيث كانت عائشة تجلس على كرسي حديد طوال الوقت، ولم يحضروا لهن لا طعام ولا ماء، وكان كل جندي يدخل لهذه الغرفة يقوم بشتمهم وسبهم بكلمات بذيئة باللغة العربية، وفي ساعات الصباح جرى نقلهما إلى عوفر للتحقيق معهما، حيث جرى التحقيق مع عائشة لمدة ساعة ونصف وهي مقيدة من اليدين والرجلين طوال المدة وصائمة لا ماء ولا طعام، وبعد الانتهاء جرى نقلها إلى سجن هشارون، وفور وصولها هناك أجروا لها تفتيشاً دقيقاً ومن ثم وضعوا لها قيوداً على اليدين والرجلين وأدخلوها إلى زنزانة هي وشقيقتها، وبالزنزانة كانت والدتهم موجودة حيث جرى اعتقالها قبل يومين من اعتقالهما.
في زنزانة سجن هشارون التقوا ثلاثتهما الشقيقتين والأم وسط ظروف لا إنسانية، حيث لا يوجد في هذه الزنزانة شيئ سوى كاميرات داخلها، وفي ساعات المساء أحضروا فقط فرشة وغطاء واحد، وبعد 5 أيام في هشارون دون فورة حيث كانوا يقضون مدة 24 ساعة داخل الزنزانة، جرى نقلهما هي وشقيقتها إلى سجن الدامون، وفيما بعد جرى الإفراج عن شقيقتها عيناء بشروط، وعن أمها أيضاً، وبقيت عائشة حتى اليوم داخل السجن تحاكم بتهمة التحريض.
الاعتقال بتهمة التحريض .. عقاب جماعي لأقارب الشهداء :
لقد باتت كلمات مثل "رحمة الله عليك" و "الله يرحم روحك" للشهداء هي تحريض على العنف والإرهاب عند الاحتلال، ويحاكم عليها كاتب هذه الكلمات بالاعتقال لمدة قد تصل لأشهر عديدة أو سنوات. هذه الكلمات بالإضافة لنشر صور شقيقها الشهيد على صفحتها الخاصة بالفيس بوك كما تدعي نيابة الاحتلال كانت سبباً في اعتقال عائشة غيظان في تاريخ 4/4/2024 وتقديمها للمحاكمة بتهمة التحريض على العنف ودعم وتأييد الإرهاب. فعائشة هي شقيقة الشهيد "أحمد غيظان" الذي استشهد في تاريخ 6 تموز 2023 بعد تنفيذه لعملية إطلاق نار، بالإضافة إلى ذلك فقد جرى اعتقال كل من شقيقتها "عيناء غيظان" ووالدتها السيدة "خضرة غيظان" في نفس الفترة واللواتي تم الإفراج عنهن لاحقاً بشروط، واشقائها عبد الهادي وسليمان غيظان الذي يواصل الاحتلال اعتقالهما حتى اليوم بنفس تهمة التحريض.
فمنذ السابع من اكتوبر عام 2023 وحتى الآن تصاعدت حملات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال على خلفية نشر منشورات باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول إدعاء التحريض منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة إلى ذريعة للاحتلال لاعتقال المجتمع الفلسطيني بأكمله، حيث تستند النيابة العسكرية للاحتلال في قراراتها ضد الفلسطينيين بدعوى التحريض إلى المواد 251 و199 (ج) من الأمر العسكري رقم 1651 للعام 2009، واشكالية هذا الأمر تكمن في أن التعريفات المذكورة والخاصة بنشر المنشورات المستخدمة في المدح والتأييد أو التشجيع، هي مصطلحات فضفاضة تتيح للقاضي والنيابة صلاحية واسعة لتأويل هذه المصطلحات وإدراج غالبيتها كمصطلحات تحريضية، حتى وصلت لكلمات الرحمة والترحم على الشهداء باعتبارها كلمات تحريضية وعزلها عن مضمونها الإنساني كونها كلمات ذات تعبير انساني عند غالبية الفلسطينيين الذين فقدوا أحباءهم نتيجة الاستشهاد.
فعائشة اليوم تنتظر صدور حكم بحقها نتيجة ترحمها على شقيقها الشهيد، تعيش القيد والاشتياق لأبنائها وبناتها الخمسة الذين يعيشون اليوم دون أم، وخوفها من أن تلد جنينها داخل السجن وسط كل هذه الظروف القاسية التي يعيشها الأسيرات والأسرى في السجون، دون مراعاة لوضعها الإنساني أو ظروفها الصحية كونها امرأة حاملاً، وشبح اتهامها بالتحريض يلاحقها ليلاً ونهارا.
أمومة مقيدة ،، وجنينٌ في انتظار قيد ،،
عائشة هي أم لخمسة أطفال وحامل بشهرها السابع، أكبرهم الطفلة ملاك ابنة الثانية عشرة من عمرها والتي ما إن شاهدت جيش الاحتلال يقتحم المنزل وقت اعتقال والدتها حتى قامت في الاختباء داخل سريرها من الخوف، وأصغرهم الطفل لقمان ابن الأربع سنوات والذي كان يمسك بطرف عباءة والدته حين جرى اعتقالها والدموع تملأ عينيه، يتوسطهما كل من الابن عدنان ابن الحادية عشرة من عمره، وميرال ابنة التسعة أعوام، وعثمان ابن الثمانية أعوام، يقول زوج عائشة، إن غياب زوجته عن المنزل أثر بشكل كبير على الأطفال وعلى نفسياتهم، حيث تقوم ملك كل يوم في تصفح هاتفها لتشاهد صور والدتها مع دموعها المشتاقة لها، أما لقمان فهو دائم المناداة لكلمة "ماما" إنكاراً منه على غيابها واعتقالها، فالأسرة اليوم تعيش ألم الغياب القسري لوالدتهم بسبب الاعتقال كما يصفها الأب الذي يقوم بفعل الدورين الاجتماعيين معاً، حيث افتقاد كامل من جميع أفراد العائلة لعائشة، واشتياق كبير لسماع صوتها ينتشر في أرجاء البيت، لكن هؤلاء الأطفال لم يعو بعد أن هناك من يسلب الأمومة كما يسلب الحياة وكل شيء.
ومن جانب آخر تعاني عائشة اليوم فقدان عائلتها وخوفها من أن تلد جنينها داخل السجن، فهي في الشهر السابع من حملها، وفي زيارة لها في سجن الدامون حيث الظروف القاسية التي يعايشنها الأسيرات داخل السجن من نقص في الغذاء والاحتياجات، والتنكيل وسوء المعاملة التي يشهدها السجن كما السجون جميعها تحديداً بعد السابع من أكتوبر والحملة الشرسة التي تستهدف الأسيرات والأسرى والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الإنسانية. تحدثت عائشة عن ظروفها الصعبة التي تعيشها كإمرأة حامل لا يتوفر لها أدنى رعاية طبية وفحوصات دورية لمتابعة وضعها الصحي ووضع جنينها والتي لم توفر منها إدارة السجن سوى فحص سكر الدم الذي أجرته قبل زيارة المحامية لها بأيام، هذا عدا عن سوء التغذية من ناحية نوعية وكمية الطعام والذي بدوره يؤثر عليها وعلى صحة جنينها. إضافة إلى عدم تناولها أي من المدعمات والفيتامينات التي تكون ملزمة للأم الحامل طوال مدة حملها بسبب عدم توفيرها من إدارة السجن