الضمير، رام الله - تواصل إدارة مصلحة السجون عزل المعتقلة الإدارية - الناشطة الحقوقية والنسوية والنائب السابق في المجلس التشريعي - خالدة جرار في عزل “نفي تيرتسيا” في سجن الرملة لليوم السابع على التوالي، وكانت جرار قد اعتقلت فجر الثلاثاء 26 كانون أول 2023 من منزلها في مدينة رام الله وصدر بحقها أمرًا بالاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر تم تجديده لستة أشهر إضافية تنتهي في ديسمبر القادم، وكانت تقبع في سجن الدامون طوال فترة اعتقالها قبل أن تُنقل بشكل مفاجئ إلى عزل "نفي تيرتسيا". وحسب إفادة المحامي الذي تمكن من زيارتها فإن جرار تعاني من ظروف عزل واعتقال صعبة للغاية في ظل التضييقات وحملة التنكيل الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى منذ أول أيام العدوان الشامل وحرب الإبادة التي بدأت في السابع من أكتوبر ولا زالت مستمرة
وكانت إدارة السجون قد اقتحمت غرفة جرار في سجن الدامون بتاريخ ٨-١٢-٢٠٢٤ واقتادتها للاستجواب، حيث وضعت حينها في غرفة متسخة مليئة بالحشرات ومكثت فيها ليوم كامل دون أن يتم التحقيق، وفي اليوم التالي أخبرتها إدارة السجن نيتهم نقلها دون الإفصاح عن الجهة التي ستنقل إليها، علمًا أن إدارة السجن منعتها من أخذ نضارتها الطبية معها من القسم، وبعد نحو ٥ ساعات في البوسطة وصلت جرار إلى عزل “نيفي تيرتسيا” في سجن الرملة، وتم إخبارها أنها ممنوعة من لقاء المحامي عند وصولها للعزل، وأنها لن تعلم سبب وجودها في العزل أو مدة بقائها فيه.
وتم وضع جرار في زنزانة عزل صغيرة جدًا؛ حجمها 2×1.5 متر، حيث لا يتسع في الزنزانة سوى فرشة، وهناك حمام صغير جدًا يحتوي على مرحاض ودش. وهي مغلقة تمامًا بدون نافذة للتهوية، علمًا أن إدارة السجن قامت بإغلاق الفتحات الصغيرة التي كانت موجودة على شباك المرحاض وهي الوحيدة التي كانت تُدخل الهواء إلى الزنزانة، وعن ظروف الزنزانة تقول جرار أن درجات الحرارة فيها مرتفعة جدًا نظرًا لعدم وجود شباك تهوية، ويتم إعطائها كميات قليلة جدًا من المياه، إضافة إلى تقديم طعام بجودة رديئة للغاية وكميات قليلة، مع العلم أن جرار تعاني من مشاكل صحية وتحتاج لغذاء صحي خاص، ومنذ اليوم الأول من العزل تمنع جرار من الخروج إلى الفورة.
جرار هي أسيرة محررة ومعتقلة إدارية سابقة أمضت نحو ٥ سنوات ونصف في سجون الاحتلال بين اعتقال إداري وقضية، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائب سابق في المجلس التشريعي، في اعتقالها الأخير فقدت ابنتها التي توفيت دون أن تستطيع أمها إلقاء نظرة الوداع عليها، وهي واحدة من ٨٦ أسيرة فلسطينية يحتجزهن الاحتلال في سجونه في ظروف اعتقال قاسية للغاية، حيث كثف الاحتلال منذ بداية حملات الاعتقال المرافقة للعدوان من عمليات اعتقال النساء الفلسطينيات، علمًا أن الاحتلال كثف من استخدام سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقهن حيث تقبع تحت الاعتقال الاداري 19 امرأة فلسطينية، وهو الرقم الأعلى منذ سنوات. كما وأعادت سلطات الاحتلال اعتقال 6 نساء فلسطينيات ممن أُفرج عنهن ضمن صفقة التبادل الأخيرة في تشرين ثثاني 2024، وذلك في إطار نهج الاحتلال المستمر في استهداف وملاحقة واعتقال الأسيرات والأسرى المحررين.