" أصعب ما في العزل أن الإنسان لوحده ويفكر بالعائلة خاصة وأنني لا أزورهم ولا أعرف أخبارهم، وهذا هو العذاب الأكبر"
"الأسير شكري الخواجا"
الاسم: شكري محمود محمد الخواجا
تاريخ الميلاد: 29/8/1969
مكان السكن: قرية نعلين – رام الله
تاريخ الاعتقال: 14/2/2014
الوضع القانوني: موقوف للمحاكمة
السجن الحالي: عزل سجن مجدو
العمل قبل الاعتقال: عامل
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لأربعة أبناء
طريقة الاعتقال الأخيرة:
استيقظت عائلة الخواجا فجر يوم الجمعة 14/2/2014 وفي تمام الساعة ال2:00 فجراً على صوت طرق أبواب بعنف، وما إن خرج الأب (الأسير شكري الخواجا) من غرفته ليفتح باب المنزل، فتفاجئ بحوالي 15 من جنود الاحتلال يدخلون المنزل وينتشرون في غرفة الجلوس. كان الجنود يرتدون الزي العسكري ويحملون الأسلحة ويصوبونها اتجاه شكري، وبعدها خرجت الزوجة والأولاد إلى الغرفة التي يتواجد فيها الجنود، وبعد 5 دقائق طلب جندي من العائلة أن تذهب إلى إحدى غرف الأبناء، ورافقهم جنديين لازموهم طوال فترة بقائهم في الغرفة، والتي استمرت قرابة الساعتين (فترة وجودهم في المنزل)، بينما تم إخراج شكري من المنزل واعتقاله.
الاعتقالات السابقة:
لم يكن هذا الاعتقال الأول بحق الأسير شكري الخواجا، فقد تجاوزت مدة اعتقالاته السابقة ما مجموعه 16 عاماً:
- الاعتقال الأول: في 10/12/1992 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وشهرين، ليطلق سراحه في 11/1/1996.
- الاعتقال الثاني: في تاريخ 6/11/1996 وتم الحكم عليه بالسجن 9 سنوات، ليطلق سراحه في 13/10/2003.
- الاعتقال الثالث: في 24/6/2012 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 شهور، ليطلق سراحه في تاريخ 2/4/2013.
- الاعتقال الرابع: وهو الاعتقال الحالي، والذي بدأ في 14/2/2014 واستمر حتى الآن.
Ø الوضع القانوني:
تؤكد حالة الأسير شكري الخواجا على أن الاحتلال يستخدم الاعتقال كسياسة عقابية تعسفية، ففي البداية أصدر أمر اعتقال إداري لمدة 4 شهور بحق الخواجا، كمحطة انتظار احترازية دون وجود أدلة مادية تدينه. وبعد انتهاء المدة أي في تاريخ 14/6/2014، تم تحويله إلى مركز تحقيق المسكوبية في القدس، ليخضع لتحقيق قاسٍ مدته 50 يوماً تعرض خلالها للتعذيب، وتزامنت مدة وجوده في التحقيق مع حملة شنها جيش الاحتلال على كافة المدن الفلسطينية عقب اختفاء 3 مستوطنين في مدينة الخليل، مما دفع قوات الاحتلال لتصعيد إجراءاتها القمعية سواء بتنفيذ حملات اعتقال جماعية وعشوائية طالت عدد كبير من القياديين والناشطين السياسيين، أو استخدام سياسة الاعتقال الإداري بحق عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين، أو من خلال فرض عقوبات عديدة على الأسرى من قبل مصلحة السجون أبرزها: الحرمان من زيارة العائلة، تقليص مدة الفورة. وأيضاً عودة عقوبة العزل كسياسة عقاب بحق بعض الأسرى من ضمنهم الأسير شكري الخواجا.
تم إبلاغ الأسير شكري في 16/12/2014 أنه سينقل للعزل في سجن أيلون، وأن العزل لمدة شهر قابل للتجديد، وفعلاً تم تجديد أمر العزل بحق الخواجا 6 مرات خلال أول 6 شهور من العام 2015، وفي شهر حزيران 2015 تم تجديد العزل بأمر مدته 6 شهور، تنتهي في كانون الأول من نفس العام، ومؤخرا تم تجديد أمر العزل لمدة 6 شهور جديدة، وبحسب المحكمة التي يعرض عليها الأسير شكري، فإن سبب العزل هو كونه يشكل خطراً على أمن دولة الاحتلال.
الوضع الصحي بعد التحقيق:
يعاني الأسير شكري الخواجا من مشاكل في الظهر والفخذ الأيسر على أثر التعذيب الذي تعرض له، ويواجه صعوبة في الانحناء إضافة إلى معاناته من ألم في الأذنين، وأثناء وجوده في عزل أيلون تم إجراء صورة أشعه لظهره، وقال الأطباء أنه بحاجة لأن يعرض على طبيب عظام، وحتى تاريخ زيارة محامي الضمير له الأخيرة له في عزل ريمون بتاريخ 2/12/2015، لم يتم متابعة حالته، وعند شعوره بالألم الشديد فقط يعطوه مسكن للألم (موسكول).
استخدام التعذيب أثناء التحقيق:
أكد الأسير شكري الخوجا لمحامي انه تعرض لأنواع التعذيب التالية اثناء مكوثه في التحقيق لمدة 50 يوماً:
1) أسلوب الموزة: يوضع الأسير على كرسي بدون ظهر، ويجبر على الجلوس والانحناء الى الوراء حتى يقترب رأسه من الأرض، ويتم ربط يديه برجليه من أسفل الكرسي، ليصبح جسمه منحنياً كالموزة الى الوراء.
2) أسلوب تكبيل اليدين للخلف: تكون اليدين مكبلة للخلف ويمدها الأسير على طاولة مرتفعه، ويقوم أحد المحققين بشد اليدين من الخلف، وتكون الأرجل مكبلة بالكرسي، ويكون الضرب من قبل المحققين على الأرجل.
3) أسلوب الضغط بالكلبشات: يتم وضع الكلبشات على اليدين، وتحديداً عند منطقة الساعد، ويتم شد الكلبشات باستخدام كماشة حتى لا تترك علامات، ويقوم محقق أو اثنين بالضغط على الكلبشات باستخدام الكماشة، وبعد استخدام هذا الأسلوب لا يستطيع الأسير أن يشعر بيده أبداً، بحيث يكون هناك ألم وخدران وكأن يده مشلولة.
4) أسلوب الضغط على عضلات الفخد: يجبر الأسير على عمل القرفصاء ورفع الأيدي، وفيها يكون الضغط مباشرة على منطقة الفخد، مع ضرب على الأرجل.
تم ممارسة هذه الأساليب من التعذيب مع الأسير شكري الخواجا مدة 4 أيام متواصلة أي ما يقارب ال100 ساعة، وكانت كل جولة تحقيق تستمر مدة 30-45 دقيقة، حرم خلالها من النوم والراحة مما سبب له بمشاكل وآلام حادة، إضافة إلى ذلك كان التحقيق في باقي الأيام بمعدل 12 ساعة يومياً، منع خلالها الأسير شكري من لقاء المحامي إلا في الأيام الخمسة الأخيرة من فترة التحقيق، وكان قد زاره ممثل الصليب الأحمر مرة واحدة فقط، وخلال ال4 أيام القاسية في التحقيق لم يتم فحصه طبياً إلا مرة واحدة، وحينها أمر الطبيب بإعطائه مسكن للآلام دون فحصه، والتأكد من عدم تضرره جراء التعذيب الذي تعرض له.
يحظر التعذيب بشكل مطلق في كافة الاتفاقيات والقوانين الدولية التي عرفت التعذيب بشكل واضح وصريح، كما جاء في المادة (1) من اتفاقية مناهضة التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، أم من خلال الحق الذي كفله كل من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، والذي يمنح الأفراد والجماعات الحق في عدم التعرض للتعذيب، ونهاية المواد الواردة في اتفاقيات جنيف الأربع، وتحديداً المادة (3) المشتركة بين اتفاقيات الأربع، والتي تضمنت أحكاماً واضحة تحظر بشكل قاطع المعاملة القاسية أو اللاإنسانية والاعتداء على الكرامة.
إلا أن الاحتلال وبخلاف الموقف الدولي من التعذيب يعتبر التعذيب عملاً جائزاً، ويجيز استخدامه بذرائع أمنية واهية وتحديداً بحق المعتقلين والأسرى السياسيين الفلسطينيين داخل سجونه.
العزل:
بحسب وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير هنالك حوالي 16 اسيراً معزولاً بأمر من مخابرات الاحتلال موزعين على عدة سجون وهي: مجدو، ايشل، ريمون، عسقلان، نيسان في الرملة. فخلافاً للمادة (119) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تتحدث عن العقوبات التأديبية والتي حددت المدة القصوى للعقوبة شهر واحد فقط بغض النظر عن عدد المخالفات، إلا أن الاحتلال والذي يتعامل مع نفسه كدولة فوق القانون يستخدم سياسة العزل كعقوبة ممنهجة هدفها تدمير ذات الأسير ومعاقبته، بل وبحسب قوانين مصلحة السجون للاحتلال يخول لمحاكم الاحتلال إصدار قرار يقضي بحجز المعتقل في العزل لمدة 6 أشهر في غرفة لوحده، و12 شهراً في غرفة مع معتقل أخر، كما أن المحكمة مخولة حسب القانون بتمديد فترة عزل المعتقل لفترات إضافية ولمدة لانهائية.
ويكون العزل في الحالات الأمنية كحالة الأسير شكري الخواجا عادة بقرار من مخابرات الاحتلال، ووفق مواد سرية لا يطلع عليها الأسير ولا محاميه، مما يحول دون تشكيل دفاع فعال ومؤثر، فتكون المحاكم شكلية وتخضع لقرار سياسي من الأجهزة الأمنية للاحتلال، التي تسعى دائماً إلى استخدام العزل لقطع التواصل الإنساني بين الأسير وباقي الأسرى والأسيرات وبين الأسير وعائلته والعالم الخارجي.
تنقل الأسير شكري الخواجا بين عدة سجون خلال فترة العزل، فبداية من سجن عوفر إلى عزل سجن أيلون، ومن ثم تم نقله الى عزل سجن مجدو، قبل أن يستقر في عزل رامون حتى تاريخ آخر زيارة لمحامي الضمير له في 2/12/2015. وسياسة التنقلات التي تستخدمها إدارة مصلحة السجون تهدف منع الأسير من الشعور بالاستقرار والتأثير على نفسيته الداخلية.
من أبرز ظروف أقسام العزل التي عايشها الأسير:
ظروف العزل في سجن أيلون:
تبلغ مساحة الغرفة 3*3 م، فيها مرحاض وحمام، وسرير (برش) طابقين مصنوع من باطون، عليها فرشة سمكها 2 سم، يوجد ثلاجة صغيرة وبلاطة وغلاية قهوة وطنجرة وخزانتين وتلفزيون. الفورة عبارة عن ساعة يومياً بمساحة صغيرة مساحتها 6*3 م، نصفها مغطى بصاج حديد والنصف الآخر بشبك.
ظروف العزل في سجن مجدو:
تبلغ مساحة الغرفة 2.52 متر مربع، فيها مرحاض وحمام، تلفزيون، ثلاجة صغيرة إبريق كهرباء وبلاطة ومروحة، الفورة عبارة عن ساعة يومياً من الساعة 2:00 – 3:00 مساءاً. الغرف في مجدو وتحديداً في قسم العزل سيئة جداً، حيث لا تدخل أشعة الشمس ولا الهواء بسبب الحديد الموضوع على شباك الغرفة، إضافة إلى أن القسم موجود تحت الأرض بحيث يقع الشباك على مستوى الأرض مما يعني أن أغلب مساحة الغرفة تقع تحت الأرض.
ظروف العزل في سجن رمون:
تبلغ مساحة الغرفة 4*3 متر مربع تحتوي على مرحاض عربي وحمام، وفيها شباك مساحته 1*1 متر مربع مع أضلاع حديد سميك. الفورة تكون ساعة يومياً في ساحة مساحتها 20*8 متر مربع مغطاة بشبك وهناك مكان للظل، حوله معزولين مدنيين، والسجانون دائماً لا يتجاوبون مع طلباته إلا بعد عناء شديد.
حرمان العائلة من زيارته:
غالباً ما تقوم سلطات الاحتلال بإلغاء الزيارات العائلية أو تحديد مدتها بشكل تعسفي، إضافة إلى قيامها بحرمان العديد من الأسرى الفلسطينيين كلياً من الزيارات العائلية، الأمر الذي يتناقض تماماً مع مسؤوليات وواجبات دولة الاحتلال بحسب القانون الدولي، حيث يعتبر حق الزيارة العائلية أحد الحقوق التي كفلها القانون الدولي، وهو حق منصوص عليه بوضوح في اتفاقية جنيف الرابعة، وفي القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى، ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن، والقواعد التي تنظم بحسبها السجون الأوروبية، بالإضافة إلى اتفاقية حقوق الطفل.
تتكون عائلة الأسير شكري الخواجا من 6 أفراد: الابنة الكبرى ساجدة )23 عاماً)، الابنة سجى (18 عاماً)، الابن محمد (7 أعوام) والابن عمر (5 أعوام). إضافة إلى الزوجة زهرة الخواجا (38 عاماً).
وبسبب وجود الأسير الخواجا في العزل فهو ممنوع من الزيارات العائلية، حيث لم يزره أحد من عائلته باستثناء أبنائه الأربعة ولمرة واحدة فقط، مع العلم أن والده البالغ من العمر (85 عاماً) لديه تصريح بالزيارة ولم يزره منذ عام ونصف، وكذلك الزوجة التي لم تزره منذ أن دخل العزل.
تقول ابنته سجى والتي تدرس الاقتصاد في جامعة بيرزيت: " كان والدي دائم السؤال عني وعن دراستي، فخلال فترة وجوده في التحقيق كنت أقدم امتحانات الثانوية العامة، وكانت ظروفنا النفسية صعبة للغاية كوننا لا نعرف ما هي أحوال والدي، ولكن حين نجحت وحصلت على معدل 82% قمت بإهداء نجاحي إلى والدي حيث اعتبرت هذه المحطة هي محطة تحدي وانتصار لنا كعائلة"
رسالة العائلة: "يجب أن يسلط الضوء على قضية الأسرى وخصوصاً المعزولين، فقضية الأسير شكري الخواجا لم تأخذ الاهتمام الكافي، كونها قضية صعبة، بسبب وجوده في العزل الانفرادي.